عهد جديد

عهد جديد

عهد أطل علي البلاد بهيبة		عهد أتانا بعد حكم النازية
عشنا العجاف من السنين بذلة		ولقد حوتنا عيشة متردية
وحقائب بالليل دوما جُهزت		متحسبين غزاة فجر عاتية
ولئن قضيت الليل يوما آمنا		لحمدت ربي حمد نفس راضية
عم الفساد وماله بنهاية		حتى ظننت من المحال تفاديه
والفقر عم على البرية كلها		إلا أناسا حول نجل الطاغية
نهبوا البلاد بحكم قانون لهم		قادوا البلاد إلى طريق هاوية
في عهد فرعون العروبة ناصر		لِمعارضٍ نهشُ الكلاب الضارية
فتحت زنازين السجون لعالِمٍ		وتنعمت كل الحشود الفاشية
منيت بلادي مذ تولى ناصر		بهزيمة في كل وادٍ مخزية
فالاقتصاد مفرغ ومضيع		وجيوبنا من كل فلس خاوية
والناس خرسى لا ترى همما لهم		والخوف حتما من جحيم الحاشية
ما إن أتى الساداتَ نصرٌ مبهر		حتى تكبر في الحياة الفانية
في عهده زاد اللصوص وما نرى		إلا انتشارا للفساد علانية
وشريعة الرحمن منذ عهودهم		في عالم النسيان تندب شاكية
وشرائع الشيطان تحكم شعبنا		ومساجد الرحمن دوما باكية
وتكتم الشرفاء غيظا ماله		إلا أيادٍ في الليالي داعية
وبكاؤهم بالليل في غسق الدجى		والصبر مشرب كل نفس راضية
وثباتهم في الحق ديدن حالهم		وكتاب ربي زادهم بشفافية
زاد الدعاء من الرجال وأهلهم		بزوال حكم للطغاة الباغية
لاذوا بعون الله ثم بجاهه		ليدمر الجبار ظلم السادية
ما إن رأى الرحمن صدق عباده		حتى استجاب لدعوة متأنية
فتفجرت في الأرض ثورة أمة		ضربت فلول الظالمين بقاضية
أزكى الشباب أوارها ولهيبها		والكل في الميدان جد سواسية
هتفوا جميعا في صراخ واحد		الشعب يرغب في تنحي الطاغية
وليذهب الليل الطويل عن الوري		ونرى صروحا للعدالة عاليه
ثمن التحرر لا يكون سوى الدِّما		وبلابل للنصر تصدح شاديه
يروى دم الشهداء لحن سعادة		شوقا إلي جنات خلد باقية
الكل أقسم بالذي رفع السما		إما الشهادة أو حياة زاهية
ولسوف نفترش التراب وسادة		ولسوف نلتحف السماء القاصية
ولسوف يقتسم الرغيف شبابنا		لتزال في التحرير كل أنانية
باتوا الليالي في العراء بقولهم		أحلامنا أضحت هنالك  دانية
بالصبر حُقِق للأنام مرادهم		وتنعموا بزوال عهد الطاغية
رفعوا شعار السلم في حركاتهم		لكنّ جند الظلم باتت جانية
قتلوا الصغير مع الكبير بحقدهم		وتجردوا من كل نفس واعية
كالدب حين دفاعه لما رأى		أن الذبابة فوق خل جاثية
قتل الصديق مفاخرا بهجومه		وذبابة فوق  الشجيرة ساعيه
قد أغرقوا عرش الرئيس بجهلهم		لسلوكهم أمواج قهر عاتية
عندي سؤال للطغاة من الورى		أين البطانة والرفاق الغانية
أين المصفق ياولاة بلادنا		أين الهتاف! بكل نفس نفديه
تركوك وحدك لاصديق سوى الردى		ذهب الهتاف مع الرعاع الراشية
والخوف ولى من قلوب قد وعت		والظلم أدبر ماله من باقية
ذاق الهوان من استعان بظالم		ولسوف يبرأ في القيامة داعيه
يا مصر يا حب النفوس وزهوها		اليوم كوني بالشباب مباهيه
نفديك بالأرواح يا بلد القـِرا		فلقد عهدتك للسلام بآنية
أدعو الإله لكي يحوطك بالحما		ورخاء عيش في السنين الآتية
ويسود عدل في رباك على الورى		حتى نعيش حياتنا بشفافيه